مخصوصة بهذا، وفيهم من يأخذ الحيّة العظيمة فيعضّ بأسنانه على رأسها حتى يقطعه
[حكاية [الرقص في النار]]
كنت مرّة بموضع يقال له أفقانبور «٣٠» من عمالة هزار أمروها وبينها وبين دهلي:
حضرة الهند مسيرة خمس، وقد نزلنا بها على نهر يعرف بنهر السّرو «٣١» ، وذلك في أوان الشّكال «٣٢» ، والشكال: عندهم هو المطر، وينزل في ابّان القيظ، وكان السّيل ينحدر في هذا النهر من جبال قراجيل «٣٣» ، فكلّ من يشرب منه من إنسان أو بهيمة يموت لنزول المطر على الحشائش المسمومة، فأقمنا على النهر أربعة أيام لا يقربه أحد، ووصل إليّ هنالك جماعة من الفقراء في أعناقهم أطواق الحديد وفي أيديهم، وكبيرهم رجل أسود حالك اللون، وهم من الطايفة المعروفة بالحيدريّة «٣٤» ، فباتوا عندنا ليلة وطلب منّي كبيرهم أن اتيه بالحطب ليوقده عند رقصهم، فكلّفت والي تلك الجهة وهو عزيز المعروف بالخمّار، وسياتي ذكره، أن يأتي بالحطب فوجّه منه نحو عشرة أحمال، فأضرموا فيه النار بعد صلاة العشاء الآخرة حتّى صارت جمرا وأخذوا في السماع ثمّ دخلوا في تلك النار فما زالوا يرقصون ويتمرغون فيها، وطلب منّي كبيرهم قميصا فأعطيته قميصا في النهاية من الرقّة فلبسه وجعل يتمرّغ به في النار ويضربها بأكمامه حتّى طفئت تلك النار وخمدت وجاء إليّ بالقميص والنّار لم تؤثر فيه شيئا البتّة، فطال عجبي منه!