فلما خالف القاضي جلال الأفغاني وقبيلته بتلك الجهات «١٠٣» بلغ السلطان أن الشيخ الحيدري دعا للقاضي جلال وأعطاه شاشيته من رأسه «١٠٤» وذكر أيضا أنه بايعه، فلما خرج السلطان إليهم بنفسه وانهزم القاضي جلال خلّف السلطان شرف الملك أمير بخت أحد الوافدين معنا عليه، بكنباية، وأمره بالبحث عن أهل الخلاف، وجعل معه فقهاء يحكم بقولهم، فأحضر الشيخ علي الحيدري بين يديه وثبت أنه أعطى للقائم شاشيته، ودعا له فحكموا بقتله، فلما ضربه السياف لم يفعل شيئا وعجب الناس لذلك، وظنوا أنه يعفى عنه بسبب ذلك فأمر سيافا آخر بضرب عنقه فضربها، رحمه الله تعالى!
[ذكر قتله لطوغان وأخيه]
وكان طوغان الفرغاني وأخوه من كبار أهل مدينة فرغانة «١٠٥» فوفدا على السلطان فأحسن إليهما وأعطاهما عطاءا جزيلا، وأقاما عنده مدة، فلما طال مقامهما أراد الرجوع إلى بلادهما وحاولا الفرار، فوشى بهما أحد أصحابهما إلى السلطان فأمر بتوسيطهما فوسّطا! وأعطى للذي وشى بهما جميع مالهما، وكذلك عادتهم بتلك البلاد إذا وشى أحد بأحد وثبت ما وشى به فقتل أعطى ماله
[ذكر قلته لابن ملك التجار]
وكان ابن التجار شابا صغيرا لانبات بعارضيه، فلما وقع خلاف عين الملك وقيامه وقتاله للسلطان، كما سنذكره «١٠٦» ، غلب على ابن ملك التجار هذا، فكان في جملته مقهورا فلما هزم عين الملك وقبض عليه وعلى أصحابه كان من جملتهم ابن ملك التجار وصهره ابن قطب الملك فأمر بهما فعلّقا من أيديهما في خشب، وأمر أبناء الملوك فرموهما بالنّشاب حتى ماتا! ولما ماتا قال الحاجب خواجة أمير علي التّبريزيّ لقاضي القضاة كمال الدين: ذلك الشابّ لم يجب عليه القتل، فبلغ ذلك السلطان، فقال: هلا قلت هذا قبل موته؟ وأمر به فضرب مائتي مقرعة أو نحوها! وسجن وأعطى جميع ماله لأمير السيافين، فرأيته في ثاني ذلك اليوم قد لبس ثيابه وجعل قلنسوته على رأسه وركب فرسه فظننت أنه هو! وأقام بالسجن شهورا ثم سرحه ورده إلى ما كان عليه ثم غضب عليه ثانية ونفاه إلى خراسان فاستقر بهراة، وكتب إليه يستعطفه فوقّع له على ظهر كتابه: أكرباز امدي باز (آى) : معناه إن كنت تبت فارجع، فرجع إليه.