أخبرني فربا مغا أن منسى موسى لما وصل إلى هذا الخليج، كان معه قاض من البيضان يكنى بأبي العباس، ويعرف بالدّكالي «٩٩» فأحسن إليه بأربعة آلاف مثقال سرقت له من داره فاستحضر السلطان أمير ميمة وتوعّده بالقتل إن لم يحضر من سرقها، وطلب الأمير السارق فلم يجد أحدا، ولا سارق يكون بتلك البلاد، فدخل دار القاضي واشتدّ على خدامه وهدّدهم، فقالت له إحدى جواريه: ما ضاع له شيء! وإنما دفنها بيده في ذلك الموضع! وأشارت له إلى الموضع، فأخرجها الأمير وأتى بها السلطان وعرّفه الخبر فغضب على القاضي ونفاه إلى بلاد الكفار الذين يأكلون بني آدم «١٠٠» ، فأقام عندهم أربع سنين، ثم رده إلى بلده، وانما لم يأكله الكفار لبياضه! لأنهم يقولون: إن أكل الأبيض مضر لأنه لم ينضج والأسود هو النضج بزعمهم!!
[حكاية [أكلة خادمة السلطان]]
قدمت على السلطان منسى سليمان جماعة من هؤلاء السودان الذين يأكلون بني آدم، معهم أمير لهم، وعادتهم أن يجعلوا في آذانهم أقراطا كبارا وتكون فتحة القرط منها نصف شبر، ويلتحفون في ملاحف الحرير، وفي بلادهم يكون معدن الذهب، فأكرمهم السلطان، وأعطاهم في الضيافة خادما فذبحوها وأكلوها ولطخوا وجوههم وأيديهم بدمها وأتو السلطان شاكرين!! وأخبرت أن عادتهم متى ما وفدوا عليه أن يفعلوا ذلك وذكر لي عنهم أنهم يقولون: إن أطيب ما في لحوم الآدميات الكفّ والثدي!!