ذكر ما افتتح به أمره أوّل ولايته من منّه على بهادور بوره
ولمّا ولي السّلطان الملك بعد أبيه وبايعه الناس أحضر السلطان غياث الدين بهادور بوره «١» الذي كان أسره السلطان تغلق، فمنّ عليه وفكّ قيوده وأجزل له العطاء من الأموال والخيل والفيلة وصرفه إلى مملكته «٢» ، وبعث معه ابن أخيه بهرام «٣» خان، وعاهده على أن تكون تلك المملكة مشاطرة بينهما، وتكتب أسماؤهما معا في السكّة، ويخطب لهما، وعلى أن يصرف غياث الدّين ابنه محمّدا المعروف ببرباط يكون رهينة عند السلطان «٤» فانصرف غياث الدين إلى مملكته والتزم ما شرط عليه الّا أنّه لم يبعث ابنه وادّعى انّه امتنع وأساء الأدب في كلامه فبعث السلطان العساكر إلى ابن أخيه ابراهيم خان، وأميرهم دلجي التتريّ «٥» ، فقاتلوا غياث الدين فقتلوه وسلخوا جلده وحشى بالتبن وطيف به على البلاد.
ذكر ثورة ابن عمّته وما اتّصل بذلك
وكان للسلطان تغلق ابن اخت يسمّى بهاء الدين كشت اسب، بضمّ الكاف وسكون الشين المعجم وتاء معلوّة واسب بالسين المهمل والباء الموحدة مسكّنين، فجعله أميرا ببعض النواحي «٦» ، فلمّا مات خاله امتنع من بيعة ابنه وكان شجاعا بطلا فبعث السلطان إليه العساكر فيهم الأمراء الكبار مثل الملك مجير والوزير خواجة جهان «٧» أمير على الجميع، فالتقى الفرسان واشتدّ القتال، وصبر كلا العسكرين، ثمّ كانت الكرّة لعسكر السلطان، ففرّ