القاف الثاني وآخره طاء مهمل، وهي إحدى البنادر العظام ببلاد المليبار، يقصدها أهل الصين والجاوة، وسيلان، والمهل، وأهل اليمن وفارس ويجتمع بها تجار الآفاق. ومرساها من أعظم مراسي الدنيا «١١٧» .
[ذكر سلطانها]
وسلطانها كافر يعرف بالسّامري «١١٨» شيخ السّن، يحلق لحيته كما يفعل طائفة من الروم، رأيته بها، وسنذكره إن شاء الله، وأمير التجار بها إبراهيم شاه بندر «١١٩» من أهل البحرين فاضل ذو مكارم يجتمع اليه التجار ويأكلون في سماطه، وقاضيها فخر الدين عثمان فاضل كريم، وصاحب الزاوية بها الشيخ شهاب الدين الكازروني، وله تعطى النّذور التي ينذر بها أهل الهند والصين للشيخ أبي إسحاق الكازروني «١٢٠» ، نفع الله به، وبهذه المدينة الناخودة مثقال الشهير الاسم صاحب الأموال الطائلة والمراكب الكثيرة لتجارته بالهند والصين واليمن وفارس، ولمّا وصلنا إلى هذه المدينة خرج إلينا إبراهيم شاه بندر، والقاضي والشيخ شهاب الدين وكبار التجار ونائب السلطان الكافر المسمّى بقلاج، بضم القاف وآخره جيم، ومعهم الأطبال والانفار والأبواق والأعلام في مراكبهم، ودخلنا المرسى في بروز عظيم ما رأيت مثله بتلك البلاد، فكانت فرحة تتبعها ترحة، وأقمنا بمرساها وبه يومئذ ثلاثة عشر من مراكب الصين، ونزلنا بالمدينة وجعل كل واحد منا في دار، وأقمنا ننتظر زمان السفر إلى