اعطوها الف دينار دراهم وأساور ذهب مرصّعة وتهليلا «٨٧» من الذهب مرصّعا أيضا وقميص كتّان مزركشا بالذهب وخلعة حرير مذهّبة وتختا بأثواب، ولمّا جاءت بذلك كلّه أعطيته لأصحابي، وللتجار الذين لهم عليّ الدّين محافظة على نفسي وصونا لعرضي لأنّ المخبرين يكتبون إلى السلطان بجميع أحوالي.
ذكر إحسان السلطان والوزير إلىّ في ايّام غيبة السلطان عن الحضرة
وفي أثناء مقامي أمر السلطان أن يعيّن لي من القرى ما يكون فائدة خمسة آلاف دينار في السنة، فعيّنها لي الوزير وأهل الديوان وخرجت إليها فمنها قرية تسمّى بدلي، بفتح الباء الموحدة وفتح الدال المهملة وكسر اللام، وقرية تسمّى بسهي، بفتح الباء الموحدة والسين المهمل وكسر الهاء، ونصف قرية تسمّى بلرة «٨٨» ، بفتح الباء الموحدة واللام والراء، وهذه القرى على مسافة ستّة عشر كروها وهو الميل بصدي، يعرف بصدي هندبت، والصّدي عندهم مجموع مائة قرية، وأحواز المدينة مقسومة أصداء، كلّ صدي له جوطري «٨٩» وهو شيخ من كفار تلك البلاد، ومتصرف، وهو الذي يضمّ مجابيها.
وكان قد وصل في ذلك الوقت سبى من الكفار فبعث الوزير اليّ عشر جوار منه فأعطيت للذي جاء بهنّ واحدة منهنّ، فما رضي بذلك! وأخذ أصحابي ثلاثا صغارا منهن، وباقيهنّ لا أعرف ما اتّفق لهنّ، والسبى هنالك رخيص الثمن لانّهن قذرات لا يعرفن مصالح الحضر والمعلّمات رخيصات الأثمان، فلا يفتقر أحد إلى شراء السبى.
والكفار ببلاد الهند في برّ متّصل وبلاد متّصلة مع المسلمين، والمسلمون غالبون عليهم، وانّما يمتنع الكفار بالجبال والأوعار، ولهم غيضات من القصب، وقصبهم غير مجوف، ويعظم، والتفّ بعضه على بعضه على بعض ولا تؤثر فيه النّار، وله قوّة عظيمة فيسكنون تلك الغياض، وهي لهم مثل السور وبداخلها تكون مواشيهم وزروعهم، ولهم فيها المياه مما يجتمع من ماء المطر فلا يقدر عليهم إلّا بالعساكر القوية من الرجال الذين يدخلون تلك الغياض ويقطعون تلك القصب بالات معدّة لذلك.