ثم سافرنا منها إلى مدينة قيس وتسمى ايضا بسيراف «١٣٨» ، وهي على ساحل بحر الهند المتّصل ببحر اليمن وفارس وعدادها في كور فارس، مدينة لها انفساح وسعة طيّبة البقعة في دورها بساتين عجيبة فيها الرياحين والأشجار الناضرة، وشرب أهلها من عيون منبعثة من جبالها، وهم عجم من الفرس أشراف، وفيهم طائفة من عرب بني سفّاف «١٣٩» ، وهم الذين يغوصون على الجوهر.
[ذكر مغاص الجوهر]
ومغاص الجوهر فيما بين سيراف والبحرين في خور راكد مثل الواردي العظيم، فإذا كان شهر إبريل وشهر مايه تأتى إليه القوارب الكثيرة فيها الغوّاصون وتجار فارس والبحرين والقطيف ويجعل الغوّاص على وجهه مهما أراد أن يغوص شيأ يكسوه من عظم الغيلم، وهي السلحفاة، ويصنع من هذا العظم أيضا شكلا شبه المقراض يشدّه على أنفه، ثم