الحارة فيطرحها في القدر التي يطبخ فيها السكر ثم يخرجها وقد امتلأت سكرا فينصرف بها.
وسافرت من منلوي المذكورة إلى مدينة منفلوط «١٧١» وهي مدينة حسن رواؤها، مؤنق بناؤها، على ضفة النيل، شهيرة البركة، وضبط اسمها بفتح الميم وإسكان النون وفتح الفاء وضم اللام وآخرها طاء مهمل.
[حكاية [منبر ملك الناصر]]
أخبرني أهل هذه المدينة أن الملك الناصر رحمه الله أمر بعمل منبر عظيم محكم الصنعة بديع الإنشاء برسم المسجد الحرام زاده الله شرفا وتعظيما، فلما تم عمله أمر أن يصعد به في النيل ليجاز إلى بحر جدة، ثم إلى مكة شرفها الله، فلما وصل المركب الذي احتمله إلى منفلوط وحاذى مسجدها الجامع وقف وامتنع من الجري مع مساعدة الريح، فعجب الناس من شأنه أشد العجب وأقاموا أياما لا ينهض بهم المركب فكتبوا بخبره إلى الملك الناصر رحمه الله، فأمر أن يجعل ذلك المنبر بجامع مدينة منفلوط ففعل ذلك، وقد عاينته بها.
ويصنع بهذه المدينة شبه العسل يستخرجونه من القمح ويسمونه النّيدا «١٧٢» يباع بأسواق مصر.
وسافرت من هذه المدينة إلى مدينة أسيوط «١٧٣» وهي مدينة رفيعة، أسواقها بديعة، وضبط اسمها بفتح الهمزة والسين المهملة والياء آخر الحروف وواو وطاء مهملة، وقاضيها شرف الدين بن عبد الرحيم الملقب" بحاصل ما ثمّ" لقب شهر به، وأصله أن القضاة بديار مصر والشام بأيديهم الأوقاف والصدقات لابناء السبيل فإذا أتى فقير لمدينة من المدن قصد