ومن مشاهده بالغرب منه مغارة الدّم «٢٧٦» وفوقها بالجبل دم هابيل بن آدم عليه السلام، وقد أبقى الله منه في الحجارة أثرا محمرّا، وهو الموضع الذي قتله أخوه به واجترّه إلى المغارة، ويذكر أن تلك المغارة صلى فيها ابراهيم وموسى وعيسى وأيوب ولوط صلى الله عليهم أجمعين، وعليها مسجد متقن البناء يصعد إليه على درج، وفيه بيوت ومرافق للسكنى، ويفتح في كل يوم اثنين وخمسين، والشمع والسرج توقد في المغارة.
ومنها كهف بأعلى الجبل ينسب لآدم عليه السلام «٢٧٧» ، وعليه بناء وأسفل منه مغارة تعرف بمغارة الجوع «٢٧٨» . يذكر أنه أوى إليها سبعون من الأنبياء عليهم السلام، وكان عندهم رغيف فلم يزل يدور عليهم وكل منهم يؤثر صاحبه به حتى ماتوا جميعا صلى الله عليهم، وعلى هذه المغارة مسجد مبني والسرج تقد به ليلا ونهارا.
ولكل مسجد من هذه المساجد أوقاف كثيرة معينة ويذكر أن فيما بين باب الفراديس وجامع قاسيون «٢٧٩» مدفن سبعمائة نبي، وبعضهم يقول سبعين ألفا، وخارج المدينة المقبرة العتيقة، وهي مدفن الأنبياء والصالحين وفي طرفها مما يلي البساتين أرض منخفضة غلب عليها الماء، يقال إنها مدفن سبعين نبيّا وقد عادت قرارا للماء ونزهت من أن يدفن فيها أحد.
[ذكر الربوة والقرى التي تواليها]
وفي آخر جبل قاسيون الربوة المباركة «٢٨٠» المذكورة في كتاب الله ذات القرار والمعين ومأوى المسيح عيسى وأمه عليهما السلام «٢٨١» ، وهي من أجمل مناظر الدنيا ومنتزهاتها وبها القصور المشيّدة والمباني الشريفة والبساتين البديعة والمأوى المبارك، مغارة صغيرة في