وسطها كالبيت الصغير وبازائها بيت، يقال إنه مصلى الخضر عليه السلام «٢٨٢» يبادر الناس إلى الصلاة فيهما وللمأوى باب حديد صغير والمسجد يدور به، وله شوارع دائرة وسقاية حسنة ينزل لها الماء من علو، وينصبّ في شاذروان «٢٨٣» في الجدار يتّصل بحوض من رخام ويقع فيه الماء ولا نظير له في الحسن وغرابة الشكل. وبقرب ذلك مطاهر للوضوء يجري فيها الماء.
وهذه الربوة المباركة هي رأس بساتين دمشق وبها منابع مياهها «٢٨٤» وينقسم الماء الخارج منها على سبعة أنهار كل نهر آخذ في جهة ويعرف ذلك الموضع بالمقاسم، وأكبر هذه الأنهار النهر المسمى بتورة، وهو يشق تحت الربوة وقد نحت له مجرى في الحجر الصلد كالغار الكبير «٢٨٥» ، وربما انغمس ذو الجسارة من العوّامين في النهر من أعلى الربوة واندفع في الماء حتى يشق مجراه ويخرج من أسفل الربوة، وهي مخاطرة عظيمة، وهذه الربوة تشرف على البساتين الدائرة بالبلد، ولها من الحسن واتساع مسرح الأبصار ما ليس لسواها، وتلك الأنهار السبعة تذهب في طرق شتى فتحار الأعين في حسن اجتماعها وافتراقها واندفاعها وانصبابها، وجمال الربوة وحسنها التام أعظم من أن يحيط به الوصف، ولها الأوقاف الكثيرة من المزارع والبساتين والرباع، تقام منها وظايفها للإمام والمؤذن والصادر والوارد.