وهي مدينة عتيقة كثيرة الخصب، وقلعتها المعروفة بالحدباء عظيمة الشأن شهيرة الامتناع عليها سور محكم البناء مشيّد البروج «٢٦٤» ، وتتّصل بها دور السلطان وقد فصل بينهما وبين البلد شارع متّسع مستطيل من أعلى البلد إلى أسفله وعلى البلد سوران اثنان وثيقان «٢٦٥» أبراجهما كثيرة متقاربة، وفي باطن السور بيوت بعضها على بعض مستديرة بجداره قد تمكّن فتحها فيه لسعته، ولم أر في اسوار البلاد مثله، إلّا السور الذي على مدينة دهلى حضرة ملك الهند.
وللموصل ربض كبير فيه المساجد والحمّامات والفنادق والاسواق، وبه مسجد جامع على شطّ الدجلة تدور به شبابيك حديد وتتّصل به مصاطب تشرف على دجلة، في نهاية من الحسن والاتقان «٢٦٦» ، وأمامه مارستان وبداخل المدينة جامعان أحدهما قديم والآخر حديث «٢٦٧» ، وفي صحن الحديث منهما قبة داخلها خصّة رخام مثمّنة مرتفعة على سارية رخام يخرج منها الماء بقوّة وانزعاج، فيرتفع مقدار القامة ثم ينعكس فيكون له مرأى حسن.
وقيساريّة الموصل مليحة «٢٦٨» لها أبواب حديد ويدور بها دكاكين، وبيوت بعضها فوق بعض متقنة البناء.