ومريم وفاطمة «٢٠٦» ، فقدموا خديجة سلطانة وكانت متزوجة لخطيبهم جمال الدين «٢٠٧» ، فصار وزيرا وغالبا على الامر، وقدم ولده محمد «٢٠٨» للخطابة عوضا منه، ولكن الاوامر إنما تنفذ باسم خديجة، وهم يكتبون الأوامر في سعف النخل بحديدة معوجة شبه السكين ولا يكتبون في الكاغد إلا المصاحف وكتب العلم، ويذكرها الخطيب يوم الجمعة وغيرها فيقول:
اللهم انصر أمتك التي اخترتها، على علم، على العالمين وجعلتها رحمة لكافة المسلمين ألا وهي خديجة بنت السلطان جلال الدين ابن السلطان صلاح الدين.
ومن عادتهم إذا قدم الغريب عليهم ومضى إلى المشور وهم يسمونه الدار، فلا بدّ له أن يستصحب ثوبين فيخدم لجهة هذه السلطانة ويرمي بأحدهما ثم يخدم لوزيرها وهو زوجها جمال الدين ويرمي بالثاني، وعسكرها نحو ألف إنسان من الغرباء، وبعضهم بلديون وياتون كلّ يوم إلى الدار فيخدمون وينصرفون، ومرتّبهم الأرز يعطاهم من البندر «٢٠٩» في كل شهر، فإذا تم الشهر أتوا الدار وخدموا، وقالوا للوزير: بلّغ عنا الخدمة، وأعلم بأنا أتينا نطلب مرتّبنا، فيؤمر لهم بها عند ذلك. وياتي أيضا إلى الدار كلّ يوم القاضي وأرباب الخطط وهم الوزراء عندهم فيخدمون، ويبلغ خدمتهم الفتيان وينصرفون.
[ذكر أرباب الخطط وسيرهم]
وهم يسمون الوزير الأكبر النائب عن السلطانة كلكي بفتح الكاف الأولى واللام، ويسمون القاضي فنديارقالوا «٢١٠» ، وضبط ذلك بفاء مفتوح ونون مسكن ودال مهمل مفتوح وياء آخر الحروف وألف وراء وقاف والف ولام مضموم، وأحكامهم كلها راجعة إلى القاضي، وهو أعظمهم من الناس أجمعين، وأمره ممتثل كأمر السلطان وأشد، ويجلس على بساط في الدار، وله ثلاث جزائر يأخذ مجباها لنفسه عادة قديمة أجراها السلطان أحمد شنورازة، ويسمون الخطيب هنديجري «٢١١» ، وضبط ذلك بفتح الهاء وسكون النون وكسر الدال وياء مد