ثم سافرنا إلى مدينة علابور «٣٥» ، وضبط اسمها بفتح العين ولام والف وباء موحدة مضمومة وواو وراء، مدينة صغيرة أكثر سكانها الكفار تحت الذمة، وعلى مسيرة يوم منها سلطان كافر اسمه قتم بفتح القاف والتاء المعلوة، وهو سلطان جنبيل بفتح الجيم وسكون النون وكسر الباء الموحدة وباء مد ولام، الذي حاصر مدينة كيالير، وقتل بعد ذلك «٣٦» .
[حكاية الأمير قتم]
كان هذا السلطان الكافر قد حاصر مدينة رابري «٣٧» ، وهي على نهر الجون، كثيرة القرى والمزارع، وكان أميرها خطّاب الأفغاني، وهو أحد الشجعان، واستعان السلطان الكافر بسلطان كافر مثله يسمى رجو، بفتح الراء وضم الجيم، وبلده يسمى سلطان بور «٣٨» ، وحاصرا مدينة ربري فبعث خطّاب إلى السلطان يطلب منه الإغاثة فأبطأ عليه المدد وهو على مسيرة أربعين من الحضرة، فخاف أن يتغلب الكفار عليه فجمع من قبيلة الأفغان نحو ثلاثمائة، ومثلهم من المماليك ونحو أربع مائة من سائر الناس، وجعلوا العمائم في أعناق خيلهم! وهي عادة أهل الهند إذا أرادوا الموت وباعوا نفوسهم من الله تعالى، وتقدّم خطّاب وقبيلته وأتبعهم سائر الناس، وفتحوا الباب عند الصبح وحملوا على الكفار حملة واحدة وكانوا نحو خمسة عشر ألفا فهزموهم، باذن الله، وقتلوا سلطانيهم قتم ورجو، وبعثوا برأسيهما إلى السلطان ولم ينج من الكفار إلا الشّريد.
[ذكر أمير علابور واستشهاده]
وكان أمير علابور بدر الحبشي من عبيد السلطان، وهو من الأبطال الذين تضرب بهم الأمثال، وكان لا يزال يغير على الكفار منفردا بنفسه فيقتل ويسبى حتى شاع خبره واشتهر أمره وهابه الكفار، وكان طويلا ضخما ياكل الشاة عن آخرها في أكلة! وأخبرت أنه كان يشرب نحو رطل ونصف من السمن بعد غذائه على عادة الحبشة