للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسولا من قبله وهو شيخ الشيوخ بمصر ركن الدين «٢٠٧» العجمي، ومعه الشيخ رجب وجماعة من الصوفية وركبوا بحر فارس من الأبلة إلى هرمز، وسلطانها يومئذ قطب الدين تمتهن «٢٠٨» بن طوران شاه فأكرم مثواهم وجهّز لهم مركبا إلى بلاد الهند فوصلوا مدينة كنبايت والشيخ سعيد بها، وأميرها يومئذ مقبول التّلنكي أحد خواص ملك الهند، فاجتمع الشيخ رجب بهذا الأمير وقال له: إن الشيخ سعيدا إنما جاءكم بالتزوير، والخلع التي ساقها إنما اشتراها بعدن فينبغي أن تثقّفوه وتبعثوه لخوند عالم، وهو السلطان، فقال له الأمير: الشيخ سعيد معظم عند السلطان، فما يفعل به هذا إلا بأمره، ولكني أبعثه معكم ليرى فيه السلطان رأيه. وكتب الأمير بذلك كلّه إلى السلطان وكتب به أيضا صاحب الأخبار، فوقع في نفس السلطان تغيّر، وانقبض عن الشيخ رجب لكونه تكلم بذلك على رؤوس الأشهاد، بعد ما صدر من السلطان للشيخ سعيد من الإكرام ما صدر، فمنع رجبا من الدخول عليه، وزاد في إكرام الشيخ سعيد، ولما دخل شيخ الشيوخ على السلطان قام اليه وعانقه وأكرمه، وكان متى دخل اليه يقوم له، وبقى الشيخ سعيد المذكور بأرض الهند معظما مكرما، وبها تركته سنة ثمان وأربعين، وكان بمكة أيام مجاورتي بها حسن المغربي المجنون، وأمره غريب، وشأنه عجيب وكان قبل ذلك صحيح العقل خديما لولي الله تعالى نجم الدين الأصبهاني أيام حياته.

[حكاية [حسن المجنون]]

كان حسن المجنون كثير الطواف بالليل، وكان يرى في طوافه بالليل فقيرا يكثر الطواف ولا يراه بالنهار فلقيه ذلك الفقير ليلة وسأله عن حاله، وقال له يا حسن: إن أمك تبكي عليك وهي مشتاقة إلى رؤيتك، وكانت من إماء الله الصالحات، أفتحب أن تراها؟ قال له نعم! ولكني لا قدرة لي على ذلك، فقال له نجتمع هاهنا في الليلة المقبلة إن شاء الله تعالى فلمّا كانت الليلة المقبلة وهي ليلة الجمعة وجده حيث واعده فطافا بالبيت ما شاء الله ثم خرج وهو في أثره إلى باب المصلى فأمره أن يسد عينيه ويمسك بثوبه ففعل ذلك ثم قال بعد ساعة:

أتعرف بلدك؟ قال نعم قال: ها هو هذا! ففتح عينيه، فإذا به على دار أمه، فدخل عليها،

<<  <  ج: ص:  >  >>