وحدّثني بعض طلبة خراسان انّهم دخلوا بلدة تسمّى أكروهة «٧٤» بين حانسي وسرستي فوجدوها خالية فقصدوا بعض المنازل ليبيتوا به فوجدوا في بعض بيوته رجلا قد أضرم نارا وبيده رجل آدميّ وهو يشويها في النار ويأكل منها والعياذ بالله! ولمّا اشتدّت الحال أمر السلطان أن يعطى لجميع أهل دهلي نفقة ستّة أشهر فكانت القضاة والكتاب والأمراء يطوفون بالأزقّة والحارات، ويكتبون الناس ويعطون لكلّ أحد نفقة ستّة أشهر بحساب رطل ونصف من أرطال المغرب في اليوم لكلّ واحد، وكنت في تلك المدّة أطعم الناس من الطعام الذي أصنعه بمقبرة السلطان قطب الدين «٧٥» ، حسبما يذكر، فكان الناس ينتعشون بذلك، والله تعالى ينفع بالقصد فيه.
واذ قد ذكرنا من أخبار السلطان وما كان في أيّامه من الحوادث ما فيه الكفاية فلنعد إلى ما يخصّنا من ذلك ونذكر كيفيّة وصولنا أوّلا إلى حضرته «٧٦» وتنقّل الحال إلى خروجنا عن الخدمة، ثمّ خروجنا عن السلطان في الرسالة إلى الصين وعودنا منها إلى بلادنا ان شاء الله تعالى.
[ذكر وصولنا إلى دار السلطان عند قدومنا وهو غائب]
ولمّا دخلنا حضرة دهلي قصدنا باب السلطان ودخلنا الباب الأوّل ثمّ الثاني ثمّ الثالث ووجدنا عليه النقباء وقد تقدّم ذكرهم فلمّا وصلنا إليهم تقدّم بنا نقيبهم إلى مشور عظيم متّسع فوجدنا به الوزير خواجة جهان ينتظرنا، فتقدّم ضياء الدين خذاوند زاده، ثمّ تلاه أخوه قوام الدين ثمّ أخوهما عماد الدين «٧٧» ثمّ تلوتهم ثمّ تلاني أخوهم برهان الدين، ثمّ