والخاتون الكبرى: هي الملكة أم ولدي السلطان جان بك وتين بك وسنذكرهما، وليست أم ابنته ايت كججك، وامها كانت الملكة قبل هذه واسم هذه الخاتون طيطغلي «٤٤» بفتح الطاء المهملة الأولى واسكان الياء آخر الحروف وضم الطاء الثانية واسكان الغين المعجمة وكسر الام وياء مدّ، وهي أحظى نساء هذا السلطان عنده، وعندها يبيت أكثر لياليه ويعظمها الناس بسبب تعظيمه لها، وإلا فهي أبخل الخواتين! وحدّثني من اعتمده من العارفين بأخبار هذه الملكة أنّ السلطان يحبّها للخاصيّة التي فيها، وهي أنّه يجدها كلّ ليلة كأنّها بكر (٤٥) !! وذكر لي غيره أنها من سلالة المرأة التي يذكر أن الملك زال عن سليمان عليه السلام بسببها، ولما عاد إليه ملكه أمر أن توضع بصحراء قفجق «٤٥» ، وأن رحم هذه الخاتون شبه الحلقة خلقة، وكذلك كلّ من هو من نسل المرأة المذكورة، ولم أر بصحراء قفجق ولا غيرها من أخبر أنّه رأى امرأة على هذه الصورة ولا سمع بها الّا هذه الخاتون! اللهمّ الّا أنّ بعض أهل الصين أخبرني أنّ بالصين صنفا من نسائها على هذه الصورة ولم يقع بيدي ذلك ولا عرفت له حقيقة!!.
وفي غد اجتماعي بالسلطان دخلت إلى هذه الخاتون وهي قاعدة فيما بين عشر من النساء القواعد كأنّهنّ خديمات لها وبين يديها نحو خمسين جارية صغارا يسمون البنات، وبين أيديهن طيافير الذهب والفضّة مملوّة بحبّ الملوك وهنّ ينقينه، وبين يدي الخاتون صينيّة ذهب مملوة منه وهي تنقّيه، فسلّمنا عليها وكان في جملة أصحابي قارئ يقرأ القرآن على طريقة المصريّين بطريقة حسنة وصوت طيّب، فقرأ ثم أمرت أن يوتى بالقمز فأوتي به في أقداح خشب لطاف خفاف، فأخذت القدح بيدها وناولتني إيّاه وتلك نهاية الكرامة عندهم، ولم