وضبط اسمها بفتح الهاء وكسر الراء، مدينة حسنة على ساحل البحر الكبير «٢١» ، وبها يصب نهر السند في البحر فيلتقي بها بحران، ولها مرسى عظيم يأتي إليه أهل اليمن وأهل فارس وغيرهم، وبذلك عظمت جباياتها، وكثرت أموالها. أخبرني الأمير علاء الملك المذكور أن مجبا هذه المدينة ستون لكا في السنة، وقد ذكرنا مقدار اللّك، وللأمير من ذلك نم ده يك، ومعناه نصف العشر، وعلى ذلك يعطي السلطان البلاد لعمّاله يأخذون منها لأنفسهم نصف العشر.
[ذكر غريبة رأيتها بخارج هذه المدينة.]
وركبت يوما مع علاء الملك فانتهينا إلى بسيط من الأرض على مسافة سبعة أميال منها يعرف بتارنا، فرأيت هنالك ما لا يحصره العدّ من الحجارة مثل صور الآدميين والبهائم «٢٢» ، وقد تغير كثير منها ودثرت أشكاله فيبقى منه صورة رأس أو رجل أو سواهما، ومن الحجارة أيضا صور الحبوب من البر والحمّص والفول والعدس، وهنالك آثار سور وجدران دور، ثم رأينا رسم دار فيها بيت من حجارة منحوتة وفي وسطه دكانة حجارة منحوتة كأنها حجر واحد، عليها صورة أدمي إلا أن رأسه طويل، وفمه في جانب من وجهه، ويداه خلف ظهره كالمكتوف.
وهنالك مياه شديدة النتن، وكتابة على بعض الجدران بالهندي، وأخبرني علاء الملك أن أهل التاريخ يزعمون أن هذا الموضع كانت فيه مدينة عظيمة، أكثر أهلها الفساد فمسخوا حجارة! وأن ملكهم هو الذي على الدكانة في الدار التي ذكرناها وهي إلى الآن تسمى دار الملك وأن الكتابة التي في بعض الحيطان هنالك بالهندي هي تاريخ هلاك أهل تلك المدينة وكان ذلك منذ ألف سنة أو نحوها.