وعلى نصفها معرّش من خشب يصعد له على درج، وفوقه مجلس مهيأ لجلوس الأمير ويجلس أصحابه بين يديه ويقف المماليك يمنة ويسرة والرجال يقذّفون وهم نحو أربعين، ويكون من هذه الأهورة أربعة من المراكب عن يمينها ويسارها اثنان منها فيها مراتب الأمير، وهي العلامات والطبول والأبواق والأنفار والصّرنايات، وهي الغيطات، والآخران فيهما أهل الطرب، فتضرب الطبول والأبواق نوبة، ويغني المغنون نوبة، ولا يزالون كذلك من أول النهار إلى وقت الغداء.
فإذا كان وقت الغداء انضمّت المراكب واتصل بعضها ببعض ووضعت بينهما الإصقالات «٢٠» وأتى أهل الطرب إلى أهورة الأمير فيغنون إلى أن يفرغ من أكله، ثم ياكلون، وإذا انقضى الأكل عادوا إلى مركبهم، وشرعوا أيضا في المسير على ترتيبهم إلى الليل، فإذا كان الليل ضربت المحلة على شاطىء النهر ونزل الأمير إلى مضاربه، ومدّ السّماط وحضر الطعام معظم العسكر، فإذا صلوا العشاء الأخيرة سمر السمّار بالليل نوبا، فإذا أتم أهل النوبة من نوبتهم نادى مناد منهم بصوت عال: يا خوند ملك، قد مضى من الليل كذا من الساعات، ثم يسمر أهل النوبة الأخرى فإذا أتموه نادى مناديهم أيضا معلما بما مرّ من الساعات، فإذا كان الصبح ضربت الأبواق والطبول وصليت صلاة الصبح وأتي بالطعام، فإذا فرغ الأكل أخذوا في المسير، فإن أراد الأمير ركوب النهر ركب على ما ذكرناه من الترتيب، وإن أراد المسير في البرّ ضربت الأطبال والأبواق وتقدم حجابه ثم تلاهم المشّاؤون بين يديه، ويكون بين أيدي الحجاب ستة من الفرسان عند ثلاثة منهم أطبال قد تقلدوها وعند ثلاثة صرّنايات فإذا أقبلوا على قرية أو ما هو من الأرض مرتفع ضربوا تلك الأطبال والصّرنايات، ثم تضرب أطبال العسكر وأبواقه، ويكون عن يمين الحجّاب ويسارهم المغنون ويغنون نوبا، فإذا كان وقت الغداء نزلوا.
وسافرت مع علاء الملك خمسة أيام، ووصلنا إلى موضع ولايته وهو مدينة لاهري،