الدين، فاضربوا عنقه حمائل، وهو أن يقطع الرأس مع الذراع وبعض الصدر، واضربوا أعناق الآخرين، فقالا له: أما هو فيستحق العقاب بقوله، وأما نحن فبأي جريمة تقتلنا؟
فقال لهما: إنكما سمعتما كلامه فلم تنكراه فكأنكما وافقتما عليه! فقتلوا جميعا رحمهم الله تعالى!.
[ذكر قتله أيضا للفقيهين من أهل السند كانا في خدمته]
وأمر السلطان هذين الفقيهين السنديّين أن يمضيا مع أمير عيّنه إلى بعض البلاد وقال لهما انّما سلّمت احوال البلاد والرعيّة لكما ويكون هذا الأمير معكما يتصرّف بما تأمرانه به فقالا له: إنّما نكون كالشاهدين عليه ونبين له وجه الحقّ ليتبعه، فقال لهما: إنّما قصدكما أن تاكلا أموالي وتضيّعاها وتنسبا ذلك إلى هذا التركيّ الذي لا معرفة له، فقالا له، حاشا لله ياخوند عالم! ما قصدنا هذا، فقال لهما: لم تقصدا غير هذا! اذهبوا بهما إلى الشيخ زاده النّهاونديّ، وهو الموكّل بالعذاب، فذهب بهما إليه فقال لهما: السلطان يريد قتلكما، فأقرّا بما قوّلكما ايّاه ولا تعذّبا انفسكما! فقالا: والله ما قصدنا الّا ما ذكرنا، فقال لزبانيّته:
ذوّقوهما بعض شيء، يعني من العذاب، فبطحا على أقفائهما وجعل على صدر كلّ واحد منهما صفيحة حديد محماة، ثمّ قلعت بعد هنيهة، فذهبت بلحم صدورهما، ثمّ أخذ البول والرماد فجعل على تلك الجراحات، فأقرّا على أنفسهما انّهما لم يقصدا الّا ما قاله السلطان وانّهما مجرمان مستحقّان للقتل! فلا حقّ لهما ولا دعوى في دمائهما دنيا ولا أخرى، وكتبا خطّهما بذلك واعترفا به عند القاضي! فسجّل على العقد وكتب فيه أن اعترافهما كان عن غير اكراه ولا إجبار، ولو قالا: أكرهنا لعذّبا أشدّ العذاب! ورأيا أن تعجيل ضرب العنق خير لهما من الموت بالعذاب الأليم فقتلا رحمهما الله تعالى!
[ذكر قتله للشيخ هود]
وكان الشيخ زاده المسمى بهود حفيد الشيخ الصالح الوليّ ركن الدين بن بهاء الدين بن أبي زكرياء الملتاني للبنت «٩٨» ، وجدّه الشيخ ركن الدين معظم عند السلطان، وكذلك أخوه عماد الدين الذي كان شبيها بالسلطان، وقتل يوم وقيعة كشلوخان وسنذكره «٩٩» ، ولما قتل عماد الدين أعطى السلطان لأخيه ركن الدين مائة قرية ليأكل منها ويطعم الصادر