في اليوم الخامس من سفرنا إلى كنجي كري، وضبط اسمها بكاف مضموم ونون ساكن وجيم وياء مد وكاف مفتوح وراء مكسور وباء، وهي بأعلى جبل هنالك يسكنها اليهود «١٢٩» ولهم أمير منهم ويؤدون الجزية لسلطان كولم.
ذكر القرفة والبقّم
وجميع الأشجار التي على هذا النهر أشجار القرفة «١٣٠» والبقّم، وهي حطبهم هنالك، ومنها كنا نقد النار لطبخ طعامنا في ذلك الطريق.
وفي اليوم العاشر وصلنا إلى مدينة كولم «١٣١» وضبط اسمها بفتح الكاف واللام وبينهما واو، وهي أحسن بلاد المليبار، وأسواقها حسان، وتجّارها يعرفون بالصّوليين «١٣٢» بضم الصاد، ولهم أموال عريضة، يشتري أحدهم المركب بما فيه ويوسقه من داره بالسلع، وبها من التجار المسلمين جماعة، كبيرهم علاء الدين الأوجي من أهل أوه، من بلاد العراق «١٣٣» ، وهو رافضي ومعه أصحاب له على مذهبه، وهم يظهرون ذلك، وقاضيها فاضل من أهل قزوين «١٣٤» ، وكبير المسلمين بها محمد شاه بندر، وله أخ فاضل كريم اسمه تقي الدين، والمسجد الجامع بها عجيب عمّره التاجر خواجة مهذّب «١٣٥» . وهذه المدينة أول ما يوالي الصين من بلاد المليبار، وإليها يسافر أكثرهم والمسلمون بها أعزة محترمون.