رضي الله عنه، كان اذا دخل المجلس الكريم حمل بعض ناسه معه قفة تراب فيترّب مهما قال له مولانا كلاما حسنا كما يفعل ببلاده!
[ذكر فعله في صلاة العيد وأيامه]
وحضرت بمالي عيدي الاضحى والفطر «٨١» ، فخرج الناس إلى المصلّى وهو بمقربة من قصر السلطان، وعليهم الثياب البيض الحسان، وركب السلطان وعلى رأسه الطيلسان، والسودان لا يلبسون الطيلسان «٨٢» إلا في العيد ما عدا القاضي والخطيب والفقهاء فإنهم يلبسونه في سائر الأيام، وكانوا يوم العيد بين يدي السلطان وهم يهللون ويكبرون، وبين يديه العلامات الحمر «٨٣» من الحرير، ونصب عند المصلى خباء فدخل السلطان إليها وأصلح من شأنه ثم خرج إلى المصلى فقضيت الصلاة والخطبة، ثم نزل الخطيب وقعد بين يدي السلطان وتكلّم بكلام كثير، وهنالك رجل بيده رمح يبين للناس بلسانهم كلام الخطيب، وذلك وعظ وتذكير وثناء على السلطان وتحريض على لزوم طاعته وأداء حقه.
ويجلس السلطان في أيام العيدين بعد العصر على البنبي وتأتي السّلحدارية بالسلاح العجيب من تراكش الذهب والفضة والسيوف المحلّاة بالذهب وأغمادها منه، ورماح الذهب والفضة ودبابيس البلّور، ويقف على رأسه أربعة من الأمراء يشرّدون الذباب، وفي أيديهم حلية من الفضة تشبه ركاب السرج، ويجلس الفرارية والقاضي والخطيب على العادة، وياتي دوغا الترجمان بنسائه الأربع وجواريه، وهن نحو مائة، عليهن الملابس الحسان وعلى رؤوسهن عصائب الذهب والفضة، فيها تفافيح ذهب وفضة، وينصب لدوغا كرسي يجلس عليه ويضرب الآلة التي هي من قصب وتحتها قريعات «٨٤» ويغنى بشعر يمدح السلطان فيه، ويذكر غزواته وأفعاله، ويغني النساء والجواري معه ويلعبن بالقسي.