عندهم كثير والألبان والسمن ومنها يجلب إلى مكّة وحبوبهم الجرجور وهو نوع من الذرة كبير الحبّ يجلب منها ايضا إلى مكّة.
[ذكر سلطانها]
وكان سلطان جزيرة سواكن حين وصولي اليها الشريف زيد بن أبي نمّى «١٢» وأبوه أمير مكّة وأخواه أميراها بعده، وهما عطيفة ورميثة اللذان تقدّم ذكرهما، وصارت إليه من قبل البجاة فانّهم أخواله، ومعه عسكر من البجاة وأولاد كاهل وعرب جهينة.
وركبنا «١٣» البحر من جزيرة سواكن نريد أرض اليمن، وهذا البحر لا يسافر فيه بالليل لكثرة أحجاره وانّما يسافرون فيه من طلوع الشمس إلى غروبها ويرسون وينزلون إلى البرّ، فإذا كان الصباح صعدوا إلى المركب وهم يسمّون رئيس المركب الرّبان «١٤» ، ولا يزال أبدا في مقدم المركب ينبّه صاحب السكّان «١٥» على الأحجار، وهم يسمّونها النّبات.
وبعد ستّة أيّام من خروجنا عن جزيرة سواكن وصلنا إلى مدينة حلي «١٦» ، وضبط اسمها بفتح الحاء المهمل وكسر اللام وتخفيفها، وتعرف باسم ابن يعقوب وكان من سلاطين