الجارية في تلك الخرقة فولدت تلك الليلة مولودا وأخبروني أنه ولد ذكر ولم يكن كذلك، فلما كان بعد العقيقة أخبرني بعض الأصحاب أن المولود بنت، فاستحضرت الجواري، فسألتهن، فأخبرنني بذلك، وكانت هذه البنت مولودة في طالع سعد، فرأيت كل ما يسرني ويرضيني منذ ولدت وتوفيت بعد وصولي إلى الهند بشهرين، وسيذكر ذلك، واجتمعت بهذه المحلة بالشيخ الفقيه العابد مولانا حسام الدين الياغي بالياء آخر الحروف والغين المعجمة ومعناه بالتركية الثائر وهو من أهل أطرار، وبالشيخ حسن صهر السلطان.
[ذكر سلطان ما وراء النهر]
وهو السلطان المعظم علاء الدين طرمشيرين «٤٩» ، وضبط اسمه بفتح الطاء المهمل وسكون الراء وفتح الميم وكسر الشين المعجم وياء مد وراء مكسور وياء مد ثانية ونون، وهو عظيم المقدار كثير الجيوش والعساكر ضخم المملكة شديد القوة، عادل الحكم، وبلاده متوسطة بين أربعة من ملوك الدنيا الكبار، وهم ملك الصين، وملك الهند، وملك العراق، والملك أوزبك، وكلهم يهادونه ويعظمونه ويكرمونه، وولي الملك بعد أخيه الجكاطي «٥٠» ، وضبط اسمه بفتح الجيم المعقودة والكاف والطاء المهمل وسكون الياء، وكان الجكاطي هذا كافرا، وولي بعد أخيه الأكبر كبك «٥١» وكان كبك هذا كافرا أيضا لكنه كان عادل الحكم منصفا للمظلومين يكرم المسلمين ويعظمهم.
[حكاية [الملك كبك والواعظ]]
يذكر أن هذا الملك كبك تكلم يوما مع الفقيه الواعظ المذكّر بدر الدين الميداني، فقال له: أنت تقول إن الله ذكر كلّ شيء في كتابه العزيز؟ قال: نعم، فقال: أين اسمي فيه؟ فقال: