للأكل، ويوتى بأقداح الذهب والفضة والزجاج مملوءة بماء النبات، وهو الجلّاب محلولا في الماء، ويسمون ذلك الشّربة، ويشربونه قبل الطعام، ثم يقول الحاجب بسم الله فعند ذلك يشرعون في الأكل فإذا أكلوا أتوا بأكواز الفقّاع «٣٤» ، فإذا شربوه أتوا بالتّنبول والفوفل، وقد تقدم ذكرهما، فإذا أخذوا التنبول والفوفل قال الحاجب: بسم الله فيقومون ويخدمون مثل خدمتهم أولا وينصرفون.
وسافرنا من مدينة ملتان، وهم يجرون هذا الترتيب على حسب ما سطّرناه إلى أن وصلنا إلى بلاد الهند، وكان أول بلد دخلناه مدينة أبوهر «٣٥» ، بفتح الهاء، وهي أول تلك البلاد الهندية، صغيرة حسنة كثيرة العمارة، ذات أنهار وأشجار.
وليس هنالك من أشجار بلادنا شيء ما عدا النّبق (٣٦) ، لكنه عندهم عظيم الجرم، وتكون الحبة منه بمقدار حبة العفص، شديد الحلاوة، ولهم أشجار كثيرة ليس يوجد منها شيء ببلادنا ولا بسواها!
[ذكر أشجار بلاد الهند وفواكهها.]
فمنها العنبة «٣٦» ، بفتح العين وسكون النون وفتح الباء الموحدة، وهي شجرة تشبه أشجار النارنج إلا أنها أعظم أجراما وأكثر أوراقا وظلها أكثر الظلال غير أنه ثقيل، فمن نام تحته وعك، وثمرها على قدر الإجاص الكبير، فإذا كان أخضر قبل تمام نضجه أخذوا ما سقط منه وجعلوا عليه الملح وصيّروه كما يصيّر اللّيم «٣٧» والليمون ببلادنا، وكذلك يصيّرون