أيضا الزنجبيل الأخضر، وعناقيد الفلفل ويأكلون ذلك مع الطعام يأخذون بإثر كل لقمة يسيرا من هذه المملوحات، فإذا نضجت العنبة في أوان الخريف، إصفرّت حباتها فأكلوها كالتفاح، فبعضهم يقطعها بالسكّين، وبعضهم يمصها مصّا، وهي حلوة يمازج حلاوتها يسير حموضة، ولها نواة كبيرة يزرعونها فتنبت منها الأشجار كما تزرع نوى النارنج وغيرها.
ومنها الشّكي والبركي «٣٨» ، بفتح الشين المعجم وكسر الكاف، وفتح الباء الموحدة وكسر الكاف أيضا، وهي أشجار عادية أوراقها كأوراق الجوز، وثمرها يخرج من أصل الشجرة فما اتصل منه بالأرض فهو البركي وحلاوته أشد ومطعمه أطيب، وما كان فوق ذلك فهو الشكّي، وثمره يشبه القرع الكبار، وجلوده تشبه جلود البقر، فإذا اصفرّ في أوان الخريف، قطعوه وشقّوه فيكون في داخل كلّ حبّة المائة والمائتان فما بين ذلك من حبات تشبه الخيار، بين كل حبة وحبة صفاق أصفر اللون، ولكل حبة نواة تشبه الفول الكبير، وإذا شويت تلك النواة أو طبخت يكون طعمها كطعم الفول، إذ ليس يوجد هنالك، ويدخرون هذه النّوى في التراب الأحمر فتبقى إلى سنة أخرى، وهذا الشّكي والبركي هو خير فاكهة ببلاد الهند.
ومنها التّندو، بفتح التاء المثناة وسكون النون وضم الدال، وهو ثمر شجر الآبنوس، وحباته في قدر حبات المشمش ولونها، شديد الحلاوة.
ومنها الجمون «٣٩» ، بضم الجيم المعقودة، وأشجاره عادية، ويشبه ثمره الزيتون وهو أسود اللّون ونواه واحدة كالزيتون.
ومنها النارنج الحلو، وهو عندهم كثير، وأما النّارنج الحامض فعزيز الوجود، ومنه صنف ثالث يكون بين الحلو والحامض وثمره على قدر اللّيم وهو طيب جدا وكنت يعجبني أكله!.
ومنها المهوا «٤٠» ، بفتح الميم والواو، وأشجاره عادية وأوراقه كأوراق الجوز إلا أن فيها حمرة وصفرة، وثمره مثل الإجاص الصغير، شديد الحلاوة، وفي أعلى كل حبة منه حبة صغيرة بمقدار حبة العنب مجوفة وطعمها كطعم العنب، إلا أن الإكثار من أكلها يحدث في الرأس صداعا.