ثم سرنا إلى مدينة بيروت «٥٦» وهي صغيرة حسنة الأسواق، وجامعها بديع الحسن، وتجلب منها إلى ديار مصر الفواكه والحديد. وقصدنا منها زيارة قبر أبي يعقوب يوسف الذي يزعمون أنه «٥٧» من ملوك المغرب وهو بموضع يعرف بكرك نوح «٥٨» من بقاع العزيز، وعليه زاوية يطعم بها الوارد والصادر، ويقال إن السلطان صلاح الدين وقف عليها الأوقاف وقيل السلطان نور الدين «٥٩» ، وكان من الصالحين، ويذكر أنه كان ينسج الحصر ويقتات بثمنها.
[حكاية أبي يعقوب يوسف المذكور]
يحكى أنه دخل مدينة دمشق فمرض بها مرضا شديدا وأقام مطروحا بالأسواق، فلما برئ من مرضه خرج إلى ظاهر دمشق ليلتمس بستانا يكون حارسا له فاستؤجر لحراسة بستان للملك نور الدين، وأقام في حراسته ستة أشهر فلما كان في أوان الفاكهة أتى السلطان، إلى ذلك البستان، وأمر وكيل البستان، أبا يعقوب أن يأتي برمان، يأكل منه