ومسجد ينسب «٨٤» إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه ومسجد الفتح حيث أنزلت سورة الفتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما.
وكانت إقامتنا بالمدينة الشريفة في هذه الوجهة أربعة أيام، وفي كل ليلة نبيت بالمسجد الكريم، والنّاس قد حلّقوا في صحنه حلقا وأوقدوا الشمع الكثير، وبينهم ربعات القرآن الكريم يتلونه، وبعضهم يذكرون الله، وبعضهم في مشاهدة التربة الطاهرة زادها الله طيبا، والحداة بكل جانب يترنمون بمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما، وهكذا دأب الناس في تلك الليالي المباركة، ويجودون بالصّدقات الكثيرة على المجاورين والمحتاجين.
وكان في صحبتي في هذه الوجهة من الشام إلى المدينة الشريفة رجل من أهلها فاضل يعرف بمنصور بن شكل «٨٥» ، وأضافني بها، واجتمعنا بعد ذلك بحلب وبخاري، وكان في صحبتي أيضا قاضي الزيدية «٨٦» شرف الدين قاسم بن سنان، وصحبني أيضا أحد الصلحاء الفقراء من أهل غرناطة يسمى بعلي بن حجر الأموي.
[حكاية [الهاتف بالليل]]
لما وصلنا إلى المدينة كرمها الله، وصلى الله على ساكنها أفضل الصلاة ذكر لي عليّ بن حجر المذكور أنه رأى تلك الليلة في النوم قائلا يقول له: اسمع مني واحفظ عني.
هنيئا لكم يا زائرين ضريحه ... أمنتم به يوم المعاد من الرجس
وصلتم إلى قبر الحبيب بطيبة ... فطوبى لمن يضحي بطيبة أو يمسي!