للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باللّحوم المسلوقة من الغنمي والخيلي، وفي تلك الليلة أتيت السلطان بطبق حلواء فجعل اصبعه عليه وجعله على فيه ولم يزد على ذلك!

[ذكر الخواتين وتربيتهن]

وكلّ خاتون منهن تركب في عربة وللبيت الذي تكون فيه قبّة من الفضّة المموّهة بالذهب أو من الخشب المرصّع، وتكون الخيل التي تجرّ عربتها مجلّلة بأثواب الحرير المذهّب، وخديم العربة الذي يركب أحد الخيل فتى يدعى القشي «٤١» ، والخاتون قاعدة في عربتها وعن يمينها امرأة من القواعد تسمى أولو خاتون «٤٢» ، بضم الهمزة واللام، ومعنى ذلك الوزيرة، وعن شمالها امرأة من القواعد ايضا تسمى كجك خاتون، بضم الكاف والجيم، ومعنى ذلك الحاجبة، وبين يديها ستّ من الجواري الصغار يقال لهن: البنات، فائقات الجمال، متناهيات الكمال، ومن ورائها ثنتان مثلهنّ، تستند إليهنّ، وعلى رأس الخاتون البغطاق، وهو مثل التاج الصغير مكلل بالجواهر وبأعلاه ريش الطواويس وعليها ثياب حرير مرصّعة بالجوهر شبه المنوت «٤٣» التي يلبسها الروم، وعلى رأس الوزيرة والحاجبة مقنعة حرير، مزركشة الحواشي بالذّهب والجوهر، وعلى رأس كلّ واحدة من البنات الكلا وهو شبه الأقروف، وفي أعلاه دائرة ذهب مرصّعة بالجوهر وريش الطواويس من فوقها وعلى كلّ واحدة ثوب حرير مذهب يسمى النّخّ، ويكون بين يدي الخاتون عشرة أو خمسة عشر من الفتيان الرّوميين والهنديّين، وقد لبسوا ثياب الحرير المذهب المرصعة بالجواهر، وبيد كلّ واحد منهم عمود ذهب أو فضّة أو يكون من عود ملبس بهما وخلف عربة الخاتون نحو مائة عربة في كل عربة الثلاث والأربع من الجواري الكبار والصغار، ثيابهن الحرير وعلى رؤوسهن الكلا، وخلف هذه العربات نحو ثلاثمائة عربة تجرها الجمال والبقر تحمل خزائن الخاتون وأموالها وثيابها وأثاثها وطعامها ومع كلّ عربة غلام موكّل بها متزوج بجارية من الجواري التي ذكرنا، فإن العادة عندهم أنّه لا يدخل بين الجواري من الغلمان الّا من كان له بينهن زوجة! وكل خاتون فهي على هذا الترتيب ولنذكرهن على الانفراد.

<<  <  ج: ص:  >  >>