بنيّة هدمها أهل الطائف غيرة منهم لما كان يلحق حجّاجهم البئيس «١٦٧» من اللّعن، وعن يمين مستقبل الجبّانة مسجد خرب يقال: إنه المسجد الذي بايعت الجنّ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما «١٦٨» وعلى هذه الجبّانة طريق الصاعد إلى عرفات وطريق الذاهب إلى الطائف وإلى العراق.
[ذكر بعض المشاهد خارج مكة]
فمنها الحجون وقد ذكرناه، ويقال أيضا: إن الحجون هو الجبل المطل على الجبّانة، ومنها المحصّب «١٦٩» وهو أيضا الأبطح وهو يلي الجبّانة المذكورة، وفيه خيف بني كنانة الذي نزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما «١٧٠» ، ومنها ذو طوى «١٧١» وهو وادي يهبط على قبور المهاجرين التي بالحصحاص دون ثنيّة كداء، ويخرج منه إلى الأعلام الموضوعة حجزا بين الحلّ والحرم «١٧٢» ، وكان عبد الله ابن عمر رضي الله عنه إذا قدم مكة شرّفها الله تعالى يبيت بذي طوى ثم يغتسل منه ويغدو إلى مكة، ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما فعل ذلك، ومنها ثنية كدى بضم الكاف «١٧٣» ، وهي بأعلى مكة ومنها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما في حجة الوداع، إلى مكة، ومنها ثنية كداء، بفتح الكاف، ويقال لها الثنية البيضاء، وهي بأسفل مكة، ومنها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما عام الوداع وهي بين جبلين، وفي مضيقها كوم حجارة موضوع على الطريق وكلّ من يمر به يرجمه بحجر، ويقال إنه قبر أبي لهب، وزوجه حمالة الحطب «١٧٤» . وبين هذه الثنية وبين مكة بسيط سهل ينزله الركب إذا صدروا عن منى، وبمقربة من هذا الموضع على نحو ميل من مكة شرفها الله مسجد بإزائه حجر موضوع على الطريق كأنه مسطبة، يعلوه حجر آخر كان فيه نقش فدثر رسمه يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم تسليما قعد بذلك