والميزاب في أعلى الصفح الذي على الحجر وهو من الذّهب، وسعته شبر واحد، وهو بارز بمقدار ذراعين «١٢٤» والموضع الذي تحت الميزاب مظنة استجابة الدعاء، وتحت الميزاب في الحجر هو قبر إسماعيل عليه السلام، وعليه رخامة خضراء مستطيلة على شكل محراب متصلة برخامة خضراء مستديرة، وكلتاهما سعتها مقدار شبر ونصف شبر، وكلتاهما غريبة الشكل رائقة المنظر، وإلى جانبه مما يلي الركن العراقي قبر أمه هاجر عليها السلام، وعلامته رخامة خضراء مستديرة سعتها مقدار شبر ونصف وبين القبرين سبعة أشبار.
[ذكر الحجر الأسود]
وأما الحجر فارتفاعه عن الأرض ستة أشبار فالطويل من الناس يتطأ من لتقبيله، والصغير يتطاول إليه، وهو ملصق في الركن الذي إلى جهة المشرق، وسعته ثلثا شبر وطوله شبر وعقد، ولا يعلم قدر ما دخل منه في الركن، وفيه أربع قطع ملصقة، ويقال: إن القرمطي لعنه الله، كسره «١٢٥» وقيل: إن الذي كسره سواه ضربه بدبّوس فكسره «١٢٦» ، وتبادر الناس إلى قتله، وقتل بسببه جماعة من المغاربة «١٢٧» . وجوانب الحجر مشدودة بصفيحة فضة يلوح بياضها على سواد الحجر الكريم فتجتلي منه العيون حسنا باهرا، ولتقبيله لذة يتنعم بها الفم ويود لاثمه أن لا يفارق لثمه، خاصيّة مودعة فيه وعناية ربانية به وكفى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه يمين الله في أرضه نفعنا الله باستلامه ومصافحته وأوفد عليه كلّ شيق اليه.