جلال الدين وكان حليما فاضلا، وحلمه أدّاه إلى القتل، كما سنذكره، واستقام له الملك سنين «٣٥» ، وبني القصر المعروف باسمه «٣٦» ، وهو الّذي أعطاه السلطان محمد لصهره الأمير غدا بن مهنّى لما زوّجه بأخته، وسيذكر ذلك، فكان للسلطان جلال الدين ولد اسمه ركن الدين، وابن أخ اسمه علاء الدين زوّجه بابنته، وولّاه مدينة كرا ومانكبور ونواحيها «٣٧» ، وهي من أخصب بلاد الهند، كثيرة القمح والأرز والسكّر، وتصنع بها الثياب الرفيعة، ومنها تجلب إلى دهلي وبينهما مسيرة ثمانية عشر يوما.
وكانت زوجة علاء الدين تؤذيه فلا يزال يشكوها إلى عمه السلطان جلال الدين حتى وقعت الوحشة بينهما بسببها، وكان علاء الدين شهما شجاعا مظفرا منصورا، وحبّ الملك ثابت في نفسه إلّا أنّه لم يكن له مال إلّا ما يستفيده بسيفه من غنائم الكفّار، فاتفق أنّه ذهب مرّة إلى الغزو ببلاد الدّويقير «٣٨» ، وتسمى بلاد الكتكة أيضا، وسنذكرها، وهي كرسيّ بلاد المالوة والمرهتة «٣٩» ، وكان سلطانها أكبر سلاطين الكفار فعثرت بعلاء الدين في تلك الغزوة دابّة له عند حجر، فسمع له طنينا، فأمر بالحفر هنالك فوجد تحته كنزا عظيما «٤٠» ،