والنون، ولما ملك تسمّى بمحمد شاه، ثم لمّا قتل قطب الدين وولى خسرو خان أبقاه على امارة الخيل، فلما أراد تغلق الخلاف كان له ثلاثمائة من أصحابه الذين يعتمد عليهم في القتال، وكتب إلى كشلو خان «٧٤» ، وهو يومئذ بملتان وبينها وبين دبال بور ثلاثة أيام يطلب منه القيام بنصرته ويذكّره نعمة قطب الدين ويحرّضه على طلب ثاره.
وكان ولد كشلو خان بدهلي فكتب إلى تغلق أنّه لو كان ولدي عندي لأعنتك على ما تريد، فكتب تغلق إلى ولده محمد شاه يعلمه بما عزم عليه، ويأمره أن يفرّ إليه، ويستصحب معه ولد كشلو خان، فأراد ولده الحيلة على خسرو خان وتمّت له كما أراد، فقال له: إنّ الخيل قد سمنت وتبدّنت وهي تحتاج اليراق «٧٥» ، وهو التّضمير، فإذن له في تضميرها، فكان يركب كلّ يوم في أصحابه فيسير بها الساعة والساعتين والثلاث، واستمر إلى أربع ساعات إلى أن غاب يوما إلى وقت الزوال، وذلك وقت طعامهم فأمر السلطان بالركوب في طلبه، فلم يوجد له خبر ولحق بأبيه واستصحب معه ولد كشلو خان، وحينئذ أظهر تغلق الخلاف وجمع العساكر وخرج معه كشلو خان في أصحابه وبعث السلطان أخاه خان خانان لقتالهما فهزماه شرّ هزيمة، وفرّ عسكره إليهما ورجع خان خانان إلى أخيه وقتل أصحابه، وأخذت خزاينه وأمواله.
وقصد تغلق حضرة دهلي وخرج إليه خسرو خان في عساكره ونزل بخارج دهلي بموضع يعرف بآصياأباد «٧٦» ومعنى ذلك رحى الرّيح، وأمر بالخزائن ففتحت وأعطى الأموال بالبدر، لا بوزن ولا عدد، ووقع اللقاء بينه وبين تغلق وقاتلت الهنود أشدّ قتال، وانهزمت عساكر تغلق ونهبت محلّته وانفرد في أصحابه الأقدمين الثلاثمائة فقال لهم: إلى أين الفرار؟ حيثما أدركنا قتلنا، واشتغلت عساكر خسرو خان بالنّهب وتفرّقوا عنه، ولم يبق معه إلا قليل فقصد تغلق وأصحابه موقفه، والسلطان هنالك يعرف بالشّطر الذي يرفع فوق رأسه وهو الذي يسمى بديار مصر القبّة والطّير، ويرفع بها في الأعياد، وأما بالهند والصين