الأيام فوقع الاجتماع به في بستان الفقيه أبي القاسم محمد بن الفقيه الكاتب الجليل أبي عبد الله بن عاصم «٤٣» وأقمنا هنالك يومين وليلة «٤٤» .
قال ابن جزي: كنت معهم في ذلك البستان وأمتعنا الشيخ أبو عبد الله باخبار رحلته، وقيّدت عنه أسماء الأعلام الذين لقيهم فيها واستفدنا منه الفوائد العجيبة، وكان معنا جملة من وجوه أهل غرناطة منهم الشاعر المجيد الغريب الشأن أبو جعفر أحمد بن رضوان بن عبد العظيم الجذامي «٤٥» وهذا الفتى أمره عجيب، فإنه نشأ بالبادية ولم يطلب العلم ولا مارس الطّلبة، ثم إنه نبغ بالشعر الجيد الذي يندر وقوعه من كبار البلغاء وصدور الطلبة مثل قوله:
يا من اختار فؤادي منزلا ... بابه العين التي ترمقه
فتح الباب سهادي بعدكم ... فابعثوا طيفكم يغلقه
رجع، ولقيت بغرناطة شيخ الشيوخ والمتصوفين بها الفقيه أبا علي عمر بن الشيخ الصالح الولي أبي عبد الله محمد بن المحروق «٤٦» ، وأقمت أياما بزاويته التي بخارج