للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعجبت من سوء أدبه وقلة حيائه، وذكرت ذلك لبعض الناس فقال: إنما فعل ذلك خوفا عليك من التمساح فحال بينك وبينه! ثم سرنا من كارسخو فوصلنا إلى نهر صنصرة، بفتح الصادين المهملين والراء وسكون النون، وهو على نحو عشرة أميال من مالّي «٦٠» ، وعادتهم أن يمنع الناس من دخولها إلا بالإذن، وكنت كتبت قبل ذلك لجماعة البيضان، وكبيرهم محمد بن الفقيه الجزولي، وشمس الدين بن النّقويش المصري «٦١» ، ليكتروا لي دارا، فلما وصلت إلى النهر المذكور جزت في المعدية ولم يمنعني أحد، فوصلت إلى مدينة مالّي، حضرة السودان «٦٢» ، فنزلت عند مقربتها، ووصلت إلى محلة البيضان، وقصدت محمد ابن الفقيه فوجدته قد اكترى لي دارا إزاء داره فتوجهت اليها، وجاء صهره الفقيه المقرئ عبد الواحد «٦٣» بشمعة وطعام، ثم جاء ابن الفقيه إليّ من الغد وشمس الدين بن النقويش وعلي الزّودي المراكشي، وهو من الطلبة، ولقيت القاضي بمالي عبد الرحمن، جاءني، وهو من السودان حاج فاضل له مكارم أخلاق، بعث إلي بقرة في ضيافته، ولقيت التّرجمان دوغا، بضم الدال وواو وغين معجم، وهو من أفاضل السودان وكبارهم وبعث إليّ بثور وبعث إليّ الفقيه عبد الواحد غرارتين من الفوني، وقرعة من الغرتي «٦٤» ، وبعث إليّ ابن الفقيه الأرز والفونى، وبعث إليّ شمس الدين بضيافة، وقاموا بحقي أتمّ قيام، شكر الله حسن أفعالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>