ألا يا رسول الله ناداك ضارع ... على النأي محفوظ الوداد سليمه
مشوق إذا ما الليل مدّ رواقه ... تهمّ به تحت الظّلام همومه
إذا ما حديث عنك حاءت به الصّبا ... شجاه من الشّوق الحثيث قديمه
أيجهر بالنّجوى وأنت سميعها ... ويشرح ما يخفي وأنت عليمه
ونعوزه السقيا، وأنت غياثه ... وتتلفه الشّكوى، وأنت رحيمه
بنورك نور الله قد أشرق الهدى ... فأقماره وضّاحة ونجومه
لك انهلّ فضل الله بالأرض ساكبا ... فأنواؤه ملتفّة وغيومه
ومن فوق أطباق السماء بك اقتدى ... خليل الّذي أوطاكها وكليمه
لك الخلق الأرضى الذي جلّ ذكره ... ومجدك في الذكر العظيم عظيمه
يجلّ مدى علياك عن مدح مادح ... فموسر درّ القول فيك عديمه
ولي يا رسول الله فيك وراثة ... ومجدك لا ينسى الذمام كريمه
وعندي إلى أنصار دينك نسبة ... هي الفخر لا يخشى انتقالا مقيمه
وكان بودّي أن أزور مبوّأ ... بك افتخرت أطلاله ورسومه
وقد يجهد الإنسان طرف اعتزامه ... ويعوزه من بعد ذاك مرومه
وعذري في تسويف عزمي ظاهر ... إذا ضاق عذر العزم عمّن يلومه
عدتني بأقصى الغرب عن تربك العدا ... جلالقة الثغر الغريب ورومه
أجاهد منهم في سبيلك أمة ... هي البحر يعيي أمرها من يرومه
فلولا اعتناء منك يا ملجأ الورى ... لريع حماه واستبيح حريمه
فلا تقطع الحبل الذي قد وصلته ... فمجدك موفور النوال عميمه
وأنت لنا الغيث الذي نستدرّه ... وأنت لنا الظلّ الذي نستديمه
ولمّا نأت داري وأعوز مطمعى ... وأقلقني شوق يشبّ جحيمه
بعثت بها جهد المقلّ معوّلا ... على مجدك الأعلى الذي جلّ خيمه
وكلت بها همي وصدق قريحتي ... فساعدني هاء الرويّ وميمه
فلا تنسى يا خير من وطئ الثرى ... فمثلك لا ينسى لديه خدمه
عليك صلاة الله ماذّر شارق ... وما راق من وجه الصباح وسمه
«إلى رسول الحق إلى كافة الخلق، وغمام الرحمة الصادق البرق، الحائز في ميدان