نذكر رحلة أبي القاسم التجيبى (٦٩٥ هـ) صاحب مستفاد الرحلة والاغتراب «٥» ، وابن بطوطة (٧٢٥ هـ) موضوع الحديث، وخالد بن عيسى البلوى (٧٣٦ هـ) صاحب (تاج المفرق)«٦» ، وابن الحاج النّميري صاحب (فيض العباب)(٧٧٤ هـ) الذي سجلت له رحلة أيضا إلى الحجاز في مجلدة «٧» ، ومحمد بن سعيد الرعينى (٧٧٨ هـ) صاحب الرحلة الحجازية المنظومة «٨» .
وعلاوة على السبب المتلخص في أداء فريضة الحج، هناك الرحلة الدراسية: أي طلب العلم ولقاء المشايخ الكبار حيث نجد أن المكتبة العربية تزخر كذلك بمن الّفوا عمن أخذوا عنهم في رحلتهم الدراسية من الشيوخ. وعما حصلوا عليه من إجازات تأذن لهم في تلقين ما حصلوا عليه للآخرين ...
ونذكر إلى جانب هذا: الرحلات العلمية وهي غير الرحلات الدراسية. ويمكن أن نصنّف في هذا الباب بعض الرحلات التي كانت تقصد إلى حمل كتاب علمي من جهة إلى جهة قصد تعميم الفائدة منه. واذكر هنا على سبيل المثال الرحلة التي قام بها هشام بن هذيل مكلفا من قبل الخليفة الأندلسي عبد الرحمن الناصر من أجل طلب المساعدة على ترجمة مخطوطة ديوسقوريدس المكتوبة باللغة اليونانية والتي كان الإمبراطور البيزنطي أهداها إلى الخليفة الناصر عام ٣٣٧ هـ في حفل مشهود تحدثت عنه المصادر التاريخية والمؤلفات الطبية. وقد استجاب الامبراطور البيزنطي لرسالة الخليفة الناصر فبعث اليه بالراهب نيقولا الذي وصل إلى قرطبة عام أربعين وثلاثمائة «٩» .
ومن أسباب الرحلة كذلك المهمّات السياسية التي يروح فيها علية القوم من علماء وأدباء بما كان قد يصحبهم من مرافقين ومساعدين.