أبو سعيد «١٣» ابن مولانا أمير المؤمنين، وناصر الدين، الذي فل حدّ الشرك صدق عزائمه، وأطفأت نار الكفر جداول صوارمه، وفتكت بعبّاد الصليب كتايبه، وكرمت في إخلاص الجهاد مذاهبه، الإمام المقدس أبو يوسف بن عبد الحق «١٤» جدد الله عليهم رضوانه، وسقى ضرايحهم المقدسة من صوب الحيا سحّه وتهتانه، وجزاهم أفضل الجزاء عن الاسلام والمسلمين، وأبقى الملك في عقبهم إلى يوم الدين، فوصلت مدينة تلمسان «١٥» وسلطانها يومئذ أبو تاشفين عبد الرحمن بن موسى بن عثمان ابن يغمراسن ابن زيان «١٦» ، ووافقت بها رسولى ملك افريقية السلطان أبي يحيى رحمه الله «١٧» ، وهما قاضي الأنكحة بمدينة تونس أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي بن ابراهيم النفزاوي والشيخ الصالح أبو عبد الله