ثم سافرت منها إلى مدينة صيدا «٥٢» وهي على ساحل البحر حسنة كثيرة الفواكه يحمل منها التين والزبيب والزيت إلى بلاد مصر نزلت عند قاضيها كمال الدين الأشموني المصري وهو حسن الأخلاق كريم النفس.
ثم سافرت منها إلى مدينة طبرية «٥٣» وكانت، فيما مضى مدينة كبيرة ضخمة ولم يبق منها إلا رسوم تنبئ عن ضخامتها، وعظم شأنها، وبها الحمّامات العجيبة، لها بيتان:
أحدهما للرجال والثاني للنساء وماؤها شديد الحرارة، ولها البحيرة الشهيرة طولها نحو ستة فراسخ وعرضها أزيد من ثلاثة فراسخ.
وبطبرية مسجد يعرف بمسجد الانبياء فيه قبر شعيب «٥٤» عليه السلام وبنته زوج موسى الكليم عليه السلام، وقبر سليمان عليه السلام، وقبر يهودا وقبر روبيل صلوات الله وسلامه على نبينا وعليهم.
وقصدنا منها زيارة الجبّ الذي ألقي فيه يوسف عليه السلام ٥»
وهو في صحن مسجد صغير وعليه زاوية، والجب كبير عميق شربنا من مائه المجتمع من ماء المطر، وأخبرنا قيّمه أن الماء ينبع منه أيضا.