وأما خارج المدينة فهو بسيط أفيح عريض، به المزارع العظيمة وشجرات الأعناب منتظمة به، والبساتين على شاطىء نهرها، وهو النهر الذي يمر بحماة ويسمى العاصي «٩٧» وقيل أنه سمي بذلك لانه يخيل لناظره أن جريانه من أسفل إلى علو، والنفس تجد في خارج مدينة حلب انشراحا وسرورا ونشاطا لا يكون في سواها، وهي من المدن التي تصلح للخلافة.
قال ابن جزي: أطنبت الشعراء في وصف محاسن حلب وذكر داخلها وخارجها وفيها يقول أبو عبادة البحتري «٩٨» :
يا برق أسفر عن قويق مطالبي ... حلب، فأعلى القصر من بطياس «٩٩»
عن منبت الورد المعصفر صبغه ... في كلّ ضاحية ومجنى الآس!
أرض إذا استوحشت ثم أتيتها ... حشدت عليّ فأكثرت إيناسي