العنب، مخلوطا بالدقيق والسمن، وفي كل زاوية الشيخ والامام والمؤذن والخادم للفقراء، والعبيد والخدم يطبخون الطعام. ثم وصلت إلى مدينة تستر «٧٠» وهي آخر البسيط من بلاد أتابك «٧١» وأول الجبال، مدينة كبيرة، رايقة نضيرة، وبها البساتين الشريفة، والرياض المنيفة، ولها المحاسن البارعة، والأسواق الجامعة، وهي قديمة البناء افتتحها خالد بن الوليد، ووليّ هذه المدينة ينسب إلى سهل بن عبد الله ويحيط بها النهر المعروف بالأزرق «٧٢» وهو عجيب في نهاية من الصفاء شديد البرودة في أيام الحرّ، ولم أر كزرقته إلا نهر بلخشان «٧٣» ، ولها باب واحد للمسافرين يسمّى دروازة دسبول «٧٤» ، والدّروازة عندهم الباب، ولها أبواب غيره شارعة إلى النهر وعلى جانبي النّهر البساتين والدّواليب «٧٥» ، والنهر عميق، وعلى باب المسافرين منه جسر على القوارب «٧٦» كجسر بغداد والحلة.
قال ابن جزي: وفي النهر يقول بعضهم
انظر لشاذروان تستر واعتجب ... من جمعه ماء لريّ بلاده
كمليك قوم جمّعت أمواله ... فغدا يفرّقها على أجناده