أمير المؤمنين الناصر، وبها المذاهب الاربعة، لكلّ مذهب إيوان «٢٠١» فيه المسجد، وموضع التدريس وجلوس المدرّس في قبّة خشب صغيرة على كرسيّ عليه البسط، ويقعد المدرس وعليه السكينة والوقار لا بسا ثياب السواد معتما، وعلى يمينه ويساره معيدان يعيدان كلّ ما يمليه، وهكذا ترتيب كلّ مجلس من هذه المجالس الاربعة، وفي داخل هذه المدرسة الحمّام للطلبة ودار الوضوء.
وبهذه الجهة الشرقيّة من المساجد التي تقام فيها الجمعة ثلاثة: أحدها جامع الخليفة وهو متّصل بقصور الخلفاء ودورهم وهو جامع كبير فيه سقايات ومطاهر كثيرة للوضوء والغسيل، لقيت بهذا المسجد الشيخ الامام العالم الصالح مسند العراق سراج الدين أبا حفص عمر بن علي بن عمر القزويني «٢٠٢» ، وسمعت عليه فيه جميع مسند أبى محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدّارمي «٢٠٣» ، وذلك في شهر رجب الفرد عام سبعة وعشرين وسبعماية قال: أخبرتنا «٢٠٤» به الشيخة الصالحة المسندة ستّ الملوك فاطمة بنت العدل تاج الدين أبي الحسن علي بن علي بن أبي البدر «٢٠٥» ، قالت اخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن مسعود ابن بهروز الطّبيب المارستانّي، قال أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل ابن شعيب السنجريّ الصّوفي قال: أخبرنا الامام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الداوديّ، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن احمد بن حمويه السّرخسيّ، عن أبي عمران عيسى ابن عمر بن العبّاس السمرقنديّ عن أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي.