الهبي «٢٠» ، وهم طائفة من تجار اليمن أكثرهم ساكنون بصعداء «٢١» ولهم فضل وكرم واطعام لابناء السبيل، ويعينون الحجّاج ويركبونهم في مراكبهم، ويزوّدونهم من أموالهم وقد عرفوا بذلك واشتهروا به، وكثّر الله أموالهم وزادهم من فضله وأعانهم على فعل الخير.
وليس بالأرض من يماثلهم في ذلك إلّا الشيخ بدر الدين النقّاس الساكن ببلدة القحمة «٢٢» ، فله مثل ذلك من الماثر والائثار.
وأقمنا بالسّرجة ليلة واحدة في ضيافة المذكورين، ثمّ رحلنا إلى مرسى الحادث «٢٣» ولم ننزل به، ثم إلى مرسى الأبواب «٢٤» ثم إلى مدينة زبيد، «٢٥» مدينة عظيمة باليمن بينها وبين صنعاء أربعون فرسخا وليس باليمن بعد صنعاء أكبر منها ولا أغنى من أهلها،