الذهب ولمّا توفّى هذا السلطان الفاضل الكريم رحمة الله عليه ولّى أخوه داوود «٧٧» فكان على الضدّ من ذلك، إذا أتاه سائل، يقول له: مات الذي كان يعطي ولم يترك من بعده ما يعطى! ويقيم الوفود عنده الشهور الكثيرة وحينئذ يعطيهم القليل حتّى انقطع الوافدون عن بابه.
وركبنا البحر من كلوا إلى مدينة ظفار «٧٨» الحموض، وضبط اسمها بفتح الظاء المعجم والفاء واخره راء مبنيّة على الكسر، وهي آخر بلاد اليمن على ساحل البحر الهنديّ، ومنها تحمل الخيل العتاق إلى الهند «٧٩» ، ويقطع البحر فيما بينها وبين بلاد الهند مع مساعدة الريح في شهر كامل، وقد قطعته مرّة من قالقوط من بلاد الهند إلى ظفار في ثمانية وعشرين يوما بالريح الطيّبة لم ينقطع لنا جري بالليل ولا بالنهار.
وبين ظفار وعدن في البرّ مسيرة شهر في صحراء، وبينها وبين عمان عشرون يوما، ومدينة ظفار في صحراء منقطعة لا قرية بها «٨٠» ولا عمالة لها، والسوق خارج المدينة بربض يعرف بالحرجاء «٨١» ، وهي من أقذر الأسواق وأشدّها نتنا وأكثرها ذبابا، لكثرة ما يباع بها من الثمرات والسمك، وأكثر سمكها النوع المعروف بالسّردين، وهو بها في النهاية من