في المحمل بحيث لا يرى وإذا خرج إلى بستانه وأحبّ ركوب الفرس ركبه ونزل عن الجمل.
وعادته أن لا يعارضه أحد في طريقه لرؤيته ولا لشكاية ولا غيرها، ومن تعرّض لذلك ضرب أشدّ الضرب فتجد الناس إذا سمعوا بخروج السلطان فرّوا عن الطريق وتحاموها.
ووزير هذا السلطان الفقيه محمّد العدنيّ، وكان معلّم صبيان فعلّم هذا السلطان القراءة والكتابة وعاهده على أن يستوزره إن ملك، فلمّا ملك استوزره فلم يكن يحسنها، فكان الاسم له والحكم لغيره! ومن هذه المدينة ركبنا البحر نريد عمان في مركب صغير لرجل يعرف بعليّ بن ادريس المصيريّ، من أهل جزيرة مصيرة، وفي الثاني لركوبنا نزلنا بمرسى حاسك «٩٧» ، وبه ناس من العرب صيّادون للسمك ساكنون هنالك، وعندهم شجر الكندر «٩٨» ، وهو رقيق الورق، وإذا شرّطت الورقة منه قطر منها ماء شبه اللبن، ثم عاد صمغا، وذلك الصمغ هو اللّبان، وهو كثير جدّا هنالك، ولا معيشة لأهل ذلك المرسى الّا من صيد السمك، وسمكهم يعرف باللّخم، بخاء معجم مفتوح، وهو شبيه كلب البحر، يشرح ويقدّد ويقتات به وبيوتهم من عظام السمك وسقفها من جلود الجمال.
وسرنا من مرسى حاسك أربعة أيّام ووصلنا إلى جبل لمعان «٩٩» ، بضمّ اللام، وهو في وسط البحر، وبأعلاه رابطة مبنيّة بالحجارة وسقفها من عظام السمك وبخارجها غدير ماء يجتمع من المطر.