ثم سافرنا من سيراف إلى مدينة البحرين «١٤٢» وهي مدينة كبيرة حسنة ذات بساتين وأشجار وأنهار، وماؤها قريب المؤنة يحفر عليه بالأيدي فيوجد «١٤٣» ، وبها حدائق النخل والرمّان والأترج ويزرع بها القطن، وهي شديدة الحرّ كثيرة الرمال، وربّما غلب الرمل على بعض منازلها وكان فيما بينها وبين عمان طريق استولت عليه الرمال وانقطع فلا يوصل من عمان اليها الّا في البحر.
وبالقرب منها جبلان عظيمان، يسمى أحدهما بكسير، وهو في غربيّها ويسمى الآخر بعوير وهو في شرقيّها وبهما ضرب المثل فقيل: كسير وعوير، وكلّ غير خير «١٤٤» ، ثم سافرنا إلى مدينة القطيف «١٤٥» ، وضبط اسمها بضم القاف كأنّه تصغير قطف، وهي مدينة كبيرة حسنة ذات نخل كثير يسكنها طوائف العرب، وهم رافضيّة غلاة يظهرون