وبعد مسيرة تسعة أيام من رأس دوائر وصلنا إلى عيذاب «٥» وكان قد تقدّم إليها بعض الرفقة فتلقّانا أهلها بالخبز والتمر والماء وأقمنا بها أيّاما واكترينا الجمال، وخرجنا صحبة طائفة من عرب دغيم ووردنا ماء يعرف بالجنيب وحللنا بحميثرا حيث قبر وليّ الله تعالى أبي الحسن الشاذليّ، وحصلت لنا زيارته ثانية وبتنا في جواره، ثم وصلنا إلى قرية العطواني وهي على ضفّة النيل مقابلة لمدينة أدفو من الصعيد الأعلى وأجزنا النيل إلى مدينة إسنا، ثم إلى مدينة أرمنت ثم إلى الأقصر، وزرنا الشيخ أبا الحجاج الأقصري ثانية، ثم إلى مدينة قوص ثم إلى مدينة قنا، وزرنا الشيخ عبد الرحيم القنّاوي ثانية، ثم إلى مدينة هو ثم إلى مدينة أخميم، ثم إلى مدينة أسيوط ثم إلى مدينة منفلوط ثم إلى مدينة منلوي، ثم إلى مدينة الأشمونين، ثم إلى مدينة منية ابن خصيب ثم إلى مدينة البهنسة ثم إلى مدينة بوش ثم إلى مدينة منية القائد، وقد تقدّم لنا ذكر هذه البلاد، ثم إلى مصر وأقمت بها أيّاما، وسافرت على طريق بلبيس إلى الشام ورافقني الحاجّ عبد الله بن أبي بكر بن الفرحان التوزريّ، ولم يزل في صحبتي سنين إلى أن خرجنا من بلاد الهند، فتوفّى بسندابور وسنذكر ذلك، فوصلنا إلى مدينة غزّة ثم إلى مدينة الخليل عليه السلام وتكرّرت لنا زيارته، ثمّ إلى بيت المقدّس ثم إلى مدينة الرّملة، ثم إلى مدينة عكّا ثم إلى مدينة طرابلس ثم إلى مدينة جبلة، وزرنا إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه ثانية، ثم إلى مدينة اللاذقية، وقد تقدم لنا ذكر هذه البلاد كلّها.
ومن اللاذقية ركبنا في قرقورة كبيرة «٦» للجنويين يسمّى صاحبها بمرتلمين «٧» وقصدنا برّ التّركيّة المعروف ببلاد الروم، وانّما نسبت إلى الروم لأنّها كانت بلادهم في القديم، ومنها الروم الأقدمون واليونانية «٨» ، ثم استفتحها المسلمون، وبها الآن كثير من النصارى