وأقاربه ونصبت الكراسي للأمراء وأبناء الملوك، وتسمّى الصّندليات «٥٩» عن يمين البرج وشماله، فجلس كل واحد على كرسيّه.
ثمّ نصبت طبلات للرمي لكل أمير طومان ٦»
طبلة مختصّة به، وأمير طومان عندهم هو الذي يركب له عشرة آلاف، فكان الحاضرون من أمراء طومان سبعة عشر يقودون مائة وسبعين ألفا، وعسكره أكثر من ذلك، ونصب لكل أمير شبه منبر فقعد عليه وأصحابه يلعبون بين يديه فكانوا على ذلك ساعة.
ثمّ أتي بالخلع فخلعت على كل أمير خلعة وعندما يلبسها يأتي إلى أسفل برج السلطان، فيخدم، وخدمته أن يمسّ الأرض بركبته اليمنى ويمدّ رجله عليها والأخرى قائمة.
ثم يؤتي بفرس مسرج ملجم فيرفع حافره ويقبّل فيه الأمير ويقوده بنفسه إلى كرسيه، وهنالك يركبه ويقف مع عسكره ويفعل هذا الفعل كلّ أمير منهم، ثم ينزل السلطان عن البرج ويركب الفرس وعن يمينه ابنه وليّ العهد، وتليه بنته الملكة إيت كججك، وعن يساره ابنه الثاني، وبين يديه الخواتين الأربع في عربات مكسوّة بأثواب الحرير المذهّب، والخيل التي تجرّها مجلّلة بالحرير المذهّب، وينزل جميع الأمراء الكبار والصغار وابناء الملوك والوزراء والحجّاب وأرباب الدولة فيمشون بين يدي السلطان على أقدامهم إلى أن يصل إلى الوطاق «٦١» ، والوطاق بكسر الواو وهو أفراج، وقد نصبت هنالك باركة «٦٢» عظيمة، والباركة عندهم بيت كبير له أربعة أعمدة من الخشب مكسوّة بصفائح الفضة المموّهة بالذهب، وفي أعلى كلّ عمود جامور من الفضّة المذهّبة له بريق وشعاع وتظهر هذه الباركة على بعد كأنّها تنيّة، ويوضع عن يمينها ويسارها سقائف من القطن والكتّان، ويفرش ذلك كلّه بفرش الحرير، وينصب في وسط الباركة السرير الأعظم، وهم يسمونه التّخت «٦٣» ، وهو من خشب مرصّع وأعواده مكسوّة بصفائح مذهّبة، وقوائمه من الفضة الخالصة المموّهة، وفوقه فرش عظيم.
وفي وسط هذا السرير الأعظم مرتبة يجلس بها السلطان والخاتون الكبرى وعن يمينه مرتبة جلست بها بنته ايت كججك ومعها الخاتون أردجا، وعن يساره مرتبة جلست بها