وعلى مسيرة يوم من هذه المدينة جبال الرّوس وهم نصارى شقر الشعور زرق العيون قباح الصور، أهل غدر، وعندهم معادن الفضّة «٧٣» ، ومن بلادهم يوتي بالصّوم، وهي سبائك الفضّة التي بها يباع ويشترى في هذه البلاد ووزن الصّومة منها خمس أواقي.
ثم وصلنا بعد عشر من هذه المدينة إلى مدينة سرداق «٧٤» وضبط اسمها بضم السين المهمل وسكون الراء وفتح الدال المهمل وآخره قاف، وهي من مدن دشت قفجق على ساحل البحر، ومرساها من أعظم المراسي وأحسنها، وبخارجها البساتين والمياه وينزلها الترك وطائفة من الروم تحت ذمّتهم، وهم أهل الصنائع، وأكثر بيوتها خشب، وكانت هذه المدينة كبيرة فخرب معظمها بسبب فتنة وقعت بين الروم والترك، وكانت الغلبة للرّوم فانتصر للترك أصحابهم وقتلوا الروم شرّ قتله ونفوا أكثرهم وبقي بعضهم تحت الذمّة إلى الآن.
وكانت «٧٥» الضيافة تحمل إلى الخاتون في كلّ منزل من تلك البلاد من الخيل والغنم والبقر والدّوقي والقمزّ وألبان البقر والغنم، والسّفر في هذه البلاد مضحى ومعشى، وكل أمير بتلك البلاد يصحب الخاتون بعساكره إلى آخر حدّ بلاده تعظيما لها، لا خوفا عليها، لأن تلك البلاد آمنة.
ثم وصلنا إلى البلدة المعروفة باسم بابا سلطوق «٧٦» ، وبابا عندهم بمعناها عند البربر سواء «٧٧» ، إلّا أنّهم يفخّمون الباء وسلطوق بفتح السين المهمل واسكان اللام وضمّ الطاء