كونه أخضر حلو فإذا يبس صار فيه يسير حموضة ولحميته كثيرة ولم أر مثله بالأندلس ولا بالمغرب ولا بالشام.
ثم سرنا في بساتين متصلة وأنهار وأشجار وعمارة يوما كاملا، ووصلنا إلى مدينة بخارى «٢٩» التي ينسب إليها أمام المحدثين أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري «٣٠» ، وهذه المدينة كانت قاعدة ما وراء نهر جيحون «٣١» من البلاد، وخرّبها اللعين تنكيز التتري «٣٢» جدّ ملوك العراق، فمساجدها الآن ومدارسها وأسواقها خربة إلا القليل، وأهلها أذلّاء، وشهادتهم لا تقبل بخوارزم وغيرها لاشتهارهم بالتعصّب ودعوى الباطل وانكار الحق، وليس بها اليوم من الناس من يعلم شيئا من العلم ولا من له عناية به!!