للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أخيه كبك «٦١» ، وكان السلطان طرمشيرين المذكور قتل أخاه كبك المذكور وبقى ابنه ينقي ببلخ فلما أعلمه التركي بخبره، قال: ما فرّ إلا لأمر حدث عليه، فركب في أصحابه وقبض عليه وسجنه، ووصل بوزن إلى سمرقند وبخارى فبايعه الناس وجاءه ينقي بطرمشيرين، فيذكر أنه لما وصل إلى نسف بخارج سمرقند قتل هنالك ودفن بها «٦٢» ، وخدم تربته الشيخ شمس الدين كردن بريدا، وقيل: إنه لم يقتل كما سندكره، وكردن بكاف معقودة وراء مسكن ودال مهمل مفتوح ونون، معناه المقطوع، ويسمى بذلك لضربة كانت في عنقه، وقد رأيته بأرض الهند ويقع ذكره فيما بعد.

ولما ملك بوزن هرب ابن السلطان طرمشيرين وهو بشاي أغل واخته وزوجها فيروز إلى ملك الهند فعظّمهم وأنزلهم منزلة علية بسبب ما كان بينه وبين طرمشيرين من الود والمكاتبة والمهاداة، وكان يخاطبه بالأخ، ثم بعد ذلك أتى رجل من أرض السند وادّعى أنه هو طرمشيرين واختلف الناس فيه، فسمع بذلك عماد الملك سرتيز غلام ملك الهند، ووالي بلاد السند، ويسمّى ملك عرض، وهو الذي تعرض بين يديه عساكر الهند وإليه أمرها، ومقرّه بملتان قاعدة السند، فبعث إليه بعض الأتراك العارفين به، فعادوا إليه وأخبروه أنه هو طرمشيرين حقا، فأمر له بالسّراجة، وهي أفراج، فضرب خارج المدينة ورتّب له ما يرتب لمثله وخرج لاستقباله، وترجّل له وسلّم عليه وأتى في خدمته إلى السّراجة، فدخلها راكبا كعادة الملوك ولم يشك أحد أنّه هو وبعث إلى ملك الهند بخبره فبعث إليه الأمراء يستقبلونه بالضيافات، وكان في خدمة ملك الهند حكيم ممن خدم طرمشيرين فيما تقدم، وهو كبير الحكماء بالهند، فقال للملك: أنا أتوجه إليه وأعرف حقيقة أمره، فإني كنت عالجت له دمّلا تحت ركبته وبقى أثره، وبه أعرفه فأتى إليه ذلك الحكيم واستقبله مع الأمراء ودخل عليه ولازمه لسابقته وأخذ يغمز رجليه وكشف عن الأثر فشتمه، وقال له: تريد أن تنظر إلى الدّمل الذي عالجته، ها هو ذا، وأراه أثره فتحقق أنه هو، وعاد إلى ملك الهند فأعلمه بذلك.

ثم إن الوزير خواجه جهان أحمد بن إياس، وكبير الأمراء قطلوخان «٦٣» معلم

<<  <  ج: ص:  >  >>